هل تعلم أن للقهوة فوائد مدهشة
للقهوة فوائد مدهشة
ليس في الأمر أي مبالغة إذا قلنا إن القهوة تحتل الصدارة منذ مئات السنين
بين الموضوعات المثارة للنقاش على كل صعيد.. كثيرون تحدثوا وما زالوا
يتحدثون عن أضرارها، وكثيرون تحدثوا وما زالوا يتحدثون أيضاً عن فوائدها.
النقاش لا يزال محتدماً إلى اليوم، فأين الحقيقة في ما يقال: هل القهوة
مفيدة أم ضارة؟ وإذا كانت مفيدة فما فائدتها؟ وإذا كانت ضارة فما أضرارها؟
أحدث النظريات العلمية حول الموضوع تؤكد أن للقهوة فوائد وأضراراً لكن
فوائدها أكبر من أضرارها. فالكافيين يمكن أن يسبب الأرق للبعض، لكنه يحتوي
على مضادات حيوية مفيدة جداً للجسم، كما أن نسبة هذه المضادات في الكافايين
أكبر بكثير مما هو موجود منها في معظم الأصناف الغذائية المعروفة بما في
ذلك الخضروات والفواكه، ما يعني أن فوائد الكافايين بالذات أكبر من أضراره
كما تؤكد البروفيسورة بيث ريردون أستاذة علوم التغذية في كلية الطب التابعة
لجامعة «ديوك».
لكن هذه المتخصصة تحذر من أضرار المبيدات الحشرية والأسمدة الكيماوية التي
ترش بها أشجار القهوة، وتقول في هذا الشأن إن أشجار القهوة تعتبر من بين
أكثر الأشجار التي تتلقى مثل هذه المواد الكيماوية الضارة مما يقلل من
فوائد القهوة. وفي ما يلي بعض الفوائد المؤكدة للقهوة:
السكر
أثبتت التجارب والدراسات الطبية أن تناول القهوة يقلل احتمالات الإصابة
بالنوع الثاني من مرض السكر.. كلما زادت كميتها تناقصت معها الاحتمالات.
وفي دراسة حديثة (عام 2011) لعلماء من كلية الطب التابعة لجامعة
كاليفورنيا في لوس أنجلوس، شملت سبعمائة امرأة، تبين أن من تناولن ما لا
يقل عن أربعة فناجين من القهوة يومياً كانت احتمالات إصابتهن بالمرض أقل
بنسبة خمسين في المائة من احتمالات إصابة النساء اللواتي لم يتناولن القهوة
أو كن يكتفين بالقليل منها.
وأظهرت الدراسة أيضاً أن كل فنجان زاد عن هذا المعدل قلل احتمالات الإصابة
بنسبة سبعة في المائة إضافية. وأكد هذه النتيجة باحثون من أستراليا أيضاً،
وذلك في دراسة نشرت بعنوان «تناول القهوة والوقاية من السكر».
ولتوضيح الصورة وكيفية تأثير القهوة على معدلات السكر في الدم يقول
المتخصصون إنها تزيد قدرة الجسم على تقبل السكر، وذلك عن طريق تسريع عملية
الأيض أي التمثيل الغذائي بزيادة قدرة الجسم على تقبل الأنسولين أيضاً.
ويضيف الباحثون المشاركون في هذه الدراسة أنهم تأكدوا من أن تناول القهوة
يرفع مستوى نوع من البروتين في الدم يسمى غلوبولين من شأنه تأمين وقاية
طبيعية ضد الإصابة بالنوع الثاني من السكر.
ولاحظ العلماء أن القهوة المنزوعة الكافيين لا تتميز بهذه الصفة لأنها لا
تحتوي على الغلوبولين، مما يعني أن هذه المادة المفيدة موجودة في الكافيين.
السرطان
شاعت لعدة عقود أخبار عن أن القهوة تسبب السرطان، لكن هذا كان قبل سلسلة
من البحوث والدراسات المعمقة التي أجريت في السنوات الأخيرة وأثبتت العكس
تماماً، بل ان التجارب أكدت أن القهوة تلعب دوراً بارزاً في الوقاية من بعض
أنواع السرطان وذلك عن طريق تحسين عملية إصلاح الحمض النووي.
ولعل أفضل مثال على هذه الحقيقة ما أكده الباحثون حول علاقة القهوة بتليف
الكبد وسرطان الكبد، والأخير مسؤول عن موت ثمانية عشر ألف شخص سنوياً في
الولايات المتحدة وحدها.
ففي عام 2007 أجرى باحثون أميركيون دراسات وتجارب على علاقة القهوة بالعديد من أنواع السرطان فتأكدوا من فوائدها مع تسعة أنواع.
وفي عام 2011 وجد باحثون من جامعة هارفارد أن المرأة التي تتناول عدة
فناجين من القهوة يومياً، لا فرق في ذلك إن كانت عادية أو منزوعة الكافيين،
تكون احتمالات إصابتها بسرطان الرحم أقل بكثير من احتمالات إصابة من لا
تتناولها أو تكتفي بالقليل منها.
وبالنسبة للرجال وجد الباحثون من هذه الجامعة أن من يتناول أربعة فناجين
من القهوة يومياً تقل احتمالات إصابته بسرطان المثانة القاتل بنسبة ستين في
المائة عن احتمالات إصابة من لا يتناول القهوة أو يكتفي بالقليل منها..
وبنسبة عشرين في المائة أقل مع بقية أنواع سرطان المثانة.
وربطت تجارب وأبحاث عديدة علاقة بين تناول القهوة وخفض احتمالات الإصابة
بعدة أنواع من السرطان ومنها سرطان القولون وسرطان المستقيم وسرطان الفم
وسرطان المريء.
ولتوضيح هذه الخاصية المفيدة للقهوة يقول الباحثون إنها تحتوي على مئات
المركبات الكيماوية، ومن بين هذه المواد مضادات الأكسدة ومضادات الالتهابات
أيضاً، ومن شأن هذه المضادات خفض الالتهابات من كل الأنواع ومن بينها
الالتهابات السرطانية.
ويشير الباحثون إلى أن هذه الخاصية توجد في كل أنواع القهوة العادية أو
منزوعة الكافيين، لكن المهم جداً والعامل الحاسم يكمن في طريقة تحميصها،
فقد تبين أن القهوة الاكسبرسو تحتوي على ثلاثة أضعاف ما تحتويه القهوة
العادية (متوسطة التحميص) من المركبات المضادة للسرطان كما يقول باحثون
ألمان.
الخرف وضعف الذاكرة
لا يزال العلماء في حيرة من أمرهم في الأسباب الحقيقية لمرض الزهايمر، أي
الخرف، لكنهم باتوا أكثر دراية ببعض العوامل المسببة للمرض، وبأن تناول
القهوة يخفض احتمالات الإصابة.
فعلى مدى واحد وعشرين عاماً أجرى علماء من السويد والدانمرك تجارب على
أكثر من ألف وأربعمائة شخص متوسطي العمر فتأكدوا من وجود علاقة عكسية بين
القهوة والخرف. فأولئك الذين كانوا يتناولون ما بين ثلاثة فناجين وخمسة
يومياً كانت احتمالات إصابتهم بالخرف (الزهايمر) أقل بنسبة خمسة وستين في
المائة من أولئك الذين كانوا يكتفون بفنجان أو اثنين يومياً.
وقال هؤلاء العلماء إن تناول أكثر من خمسة فناجين يومياً يزيد احتمالات
عدم الإصابة بالمرض. لكنهم أشاروا إلى أن قلة عدد المشاركين في التجربة لا
تسمح بتعميم النتائج التي حصلوا عليها ولا بد من تكرارها لتشمل أعداداً
أكثر.
ولتوضيح هذه الميزة يعرب العلماء المشاركون في هذه التجارب عن اعتقادهم أن
مضادات الأكسدة الموجودة في القهوة تعمل على توسيع الأوعية الدموية في
المنطقة المخصصة للذاكرة في الدماغ.
ويضيف هؤلاء: بما أن القهوة تقلل احتمالات الإصابة بالنوع الثاني من
السكر.. وبما أن الإصابة بهذا المرض مع وجود الاكتئاب تضاعف احتمالات
الإصابة بالخرف، فالقهوة بالتالي تقلل احتمالات الإصابة بالخرف.
نظرية ثانية حول الموضوع تقول إن مادة الكافايين تحسن كفاءة جدران الأوعية
الدموية في الدماغ، وفي الوقت نفسه تقلل الآثار السلبية لارتفاع معدل
الكوليسترول في مناطق التفكير والمعرفة في الدماغ.
ففي تجارب على الفئران تبين أن إضافة الكافايين إلى مياه الشرب تحسن
قدرتها على «المعرفة» وتقلل في الوقت نفسه وبنسبة النصف كمية بروتين غير
طبيعي في الدماغ اسمه «أميلويد» ثبتت علاقته بمرض الزهايمر.
وتقول نظرية ثالثة إن تناول القهوة يجعل المرء أكثر نشاطاً وحركة، وبما أن
النشاط والتمارين الرياضية تحمي من الإصابة بالخرف، فالقهوة مفيدة جداً
بالنسبة لهذا المرض أيضاً.
الشلل الرعاش
أثبتت عشرات التجارب أن القهوة تساعد في خفض احتمالات إصابة الرجال بمرض
الشلل الرعاش (باركنسون) وأن تناول فنجانين إلى ثلاثة فناجين يومياً يخفض
احتمالات الإصابة بنسبة خمسة وعشرين في المائة. ولاحظ العلماء القائمون
بهذه التجارب أن النتائج الإيجابية هذه تقتصر على القهوة العادية فقط وليس
على القهوة منزوعة الكافيين، كما أن هذه النتائج لم تكن بالقوة ذاتها مع
النساء.
ويوضح العلماء أنهم ما زالوا غير متأكدين من طبيعة علاقة القهوة بالشلل
الرعاش، أو ما إذا كانت مادة الكافايين أو غيرها هي السبب وراء هذه
الفوائد.
كان ياماكان
يروى أن أحد الحكام القدامى احتار في من يصدق.. هل يصدق أعداء القهوة أم
أنصارها؟ فطلب من وزيره إجبار عدد من عتاة المجرمين المسجونين على تناول
القهوة عدة مرات يومياً، وفي كل وقت من ساعات الليل والنهار ليعرف إن كانت
القهوة ستقتلهم أم ماذا..
وبعد سنوات كانت المفاجأة أنهم ما زالوا أحياء يرزقون.. لم تقتلهم القهوة وفي الوقت نفسه لم تجعلهم رجالاً أشداء.
تخفض نسبة الإصابة بالاكتئاب
تأكد العشرات من الباحثين المتخصصين من وجود علاقة بين تناول القهوة وخفض احتمالات الإصابة بالاكتئاب.
ففي دراسة استغرقت خمسة وعشرين عاماً تابع باحثون من كلية الطب التابعة
لجامعة هارفارد الأوضاع الصحية لخمسين ألف ممرض وممرضة. وفي عام 2011 نشروا
نتائج دراساتهم وبينوا فيها أن أولئك الذي كانوا يتناولون أربعة فناجين أو
أكثر يومياً كانت احتمالات إصابتهم بالاكتئاب أقل بنسبة عشرين في المائة
من أولئك الذين لم يتناولوا القهوة أو كانوا يكتفون بالقليل منها.
وتبين أن من كان يتناول ثلاثة فناجين يومياً كانت احتمالات إصابته
بالاكتئاب أقل بنسبة خمسة عشر في المائة من احتمالات إصابة أعداء القهوة.
وفي دراسة أجراها علماء من فنلندا تبين أن تناول القهوة يقلل احتمالات الإقدام على الانتحار بين الرجال.
ويقول العلماء إن العلاقة بين القهوة والاكتئاب لا يزال الغموض يكتنفها
وفي حاجة الى مزيد من الدراسات والتجارب، لكنهم أعربوا عن اعتقادهم أن
تناول القهوة يزيد الطاقة ويحسن المزاج مؤقتاً، وأن مادة الكافيين هي
المسؤولة عن هذا التغير.
واستدل علماء من جامعة هارفارد على هذه النتيجة بالقول إن مشروبات الطاقة
والمياه الغازية والشوكولاتة أيضاً جميعها تحارب الاكتئاب وتحسن المزاج
لأنها كلها تحتوي على الكافيين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق