2012/08/17

"باب الخلق": مسلسل درامي مصري مستوحى من الواقع

تم تصوير مسلسل "باب الخلق" بين مصر وأوكرانيا. [وليد أبو الخير/الشرفة]

"باب الخلق" هو مسلسل مصري حظي باهتمام كبير رغم زحمة المسلسلات التي عرضت على شاشات الفضائيات العربية هذا العام خلال الموسم الرمضاني والتي زاد عددها عن السبعين مسلسلاً. وتميّز "باب الخلق" عن غيره بفضل معالجته لمسألة الإرهاب.
ويتناول المسلسل قصة مدرّس اللغة العربية محفوظ زلطة الذي عاد إلى منطقة باب الخلق في مصر بعد أن أمضى أكثر من 25 عاماً في أفغانستان بحثاً عن مصدر رزق أفضل.
وقرر زلطة العودة إلى حياته الطبيعية في باب الخلق ونبذ الإرهاب، ليجد أن أموراً كثيرة تغيرت في المجتمع المصري خلال فترة غيابه.
وفي المسلسل، وجد زلطة نفسه ملاحقاً بشكل دائم من قبل الجهات الأمنية وغريباً بين أفراد عائلته الذين نسوه بسبب غيابه الطويل.
يذكر أن المسلسل قد صُوّر بين مصر وأوكرانيا وهو من بطولة محمود عبد العزيز وعزت أبو عوف ومحمود الجندي وأحمد فلوكس وعايدة رياض وعبير صبري وتامر هجرس.

"باب الخلق" يقدّم فرصة للتوعية ضد الارهاب

وقال عباس مصطفى، وهو موظف حكومي يبلغ من العمر 55 سنة وأب لشابين، أنه أصر خلال رمضان أن يتابع مع أولاده مسلسل "باب الخلق" بسبب حساسية المواضيع التي تم طرحها فيه.
وأضاف في حديث للشرفة "تعمدت أن أناقش مع ولديّ أحداث المسلسل خصوصاً ما يتعلق بالجماعات الإسلامية، لألفت نظرهما حول ما من الممكن أن يتعرضا له من هكذا جماعات وما يقوم به بعض أعضاء هذه الجماعات من تشويه للصورة الصحيحة للإسلام".
وتابع قائلاً إن "هذا الموضوع من المواضيع التي قد لا يتقبل الشاب مناقشتها بشكل عادي مع والديه لأنه يعتبرها من خصوصياته".
وأكد مصطفى أن المسلسل وفّر له مدخلاً لمناقشة هذه المواضيع مع ولديه وإقناعهما بعدم الانجرار وراء هذه الافكار التي قد تؤدي إلى تشويه أفكارهما الخاصة.
من جانبه، شدد الطالب الجامعي حسن عبد الجليل، 19 سنة، على أنه لا يتابع إلا عدداً قليلاً من المسلسلات الرمضانية هذا العام وبينها "باب الخلق".
وقال للشرفة "إن أبطال العمل هم الذين أغروني لمشاهدته بالبدء، لكن بعد الحلقات الأولى أعجبت بفكرة العمل، خصوصاً وأنني تعرضت منذ فترة قصيرة لمحاولة ضمي إلى إحدى الجماعات التكفيرية".
وقال عبد الجليل إنه أحس وكأنه يشاهد نفسه وما كان سيكون عليه بعد سنوات لو التحق بالجماعة التكفيرية.
وتحدث عن الضرر الذي كان سيلحقه بمجتمعه من خلال الأفكار المتطرفة الإرهابية.

’قصة خيالية مستوحاة من الواقع‘

وقال مؤلف العمل، محمد سليمان، إن "العمل عبارة عن قصة خيالية مستوحاة من الواقع، ويرصد بعض التغيرات التي طرأت على المجتمع المصري خلال ربع القرن الماضي منذ بداية التسعينيات، خصوصاً ظاهرة التطرف والتشدد الديني والتي تعتبر دخيلة على المجتمع المصري".
ولفت سليمان إلى أن الفترة التي قضاها بطل الرواية في الخارج عكست تحولات ليس فقط في حياته بل في حياة المجتمع المصري ككل، بسبب عوامل عديدة حيث يبدأ الصراع بداخله للتكيف مع هذه المتغيرات والانسجام معها بالاضافة الى صراعه للبقاء على افكاره المعتدلة رغم الضغوط التي يتعرض لها من الجماعات الارهابية.
وتابع قائلا "باب الخلق قد يكون في أي شارع أو منطقة في مصر، فالمجتمع المصري مجتمع متدين بطبعه ويتبع التدين الوسطي المعتدل ولا يحبّذ التشدد الديني والإرهاب".
ومن خلال عمله، يحاول سليمان توجيه رسالة غير مباشرة.
فالفن حسب قوله "ترفيه عن طريق توجيه مجموعة من الأسئلة التي قد يتم الإجابة عليها أو تترك لمخيلة المشاهد".
وبدأ سليمان بكتابة روايته في العام 2008 وانتهى منها أواخر العام 2010، أي قبل ثورة كانون الثاني/يناير 2011. ولم يجرِ على القصة إلا بعض التعديلات الطفيفة ليتلاءم النص مع المحتوى الدرامي عند التصوير.
وتناول "باب الخلق" بالإضافة إلى قضية الإرهاب، قضايا الفساد الحكومي وسيطرة الحزب الواحد والتحكم بالسلطة، وفق ما ذكره سليمان. والعمل من إخراج عادل أديب ومن إنتاج محمد محمود عبد العزيز وريمون مقار.

المسلسلات الدرامية وسيلة لمحاربة الإرهاب

من جانبها، قالت الدكتورة باسمة حسني، أستاذة علم الاجتماع بجامعة القاهرة، "إن الدراما هي إحدى وسائل مكافحة الإرهاب من خلال تبسيط المشكلة وأسبابها بطريقة تناسب عقول المشاهدين العاديين، فالدراما تعمل على إظهار الصورة الصحيحة للإرهاب والمخاطر الناتجة عنه وعن الانجرار وراءه".
ورأت حسني أن مسلسل "باب الخلق" اتسم بسياق درامي غني يتناسب مع كل أفراد العائلة.
وأضافت أن "المسلسل كشف حقيقة الإرهابيين وتحويرهم للمفهوم الديني وتحويله إلى أداة للعنف، بينما نجد بطل العمل يقدم الوجه الصحيح للمسلم المصري أو العربي الذي حكّم عقله ووضع بالميزان كل الأحداث التي مرت عليه ولم ينبهر بالمال والسطوة والقوة الإرهابية".
واختتمت حديثها قائلةً "لذا فإن مسلسلات كهذه تعتبر ضرورة لوضع السدود أمام من يحاول التوغل بأفكار الشباب خصوصاً".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق